ذكر عميد الدولة على الموصل . استيلاء
لما بلغ السلطان أن شرف الدولة انهزم وحصر بآمد لم يشك في أسره فخلع على عميد الدولة بن جهير ، وسيره في جيش كثيف إلى الموصل ، وكاتب أمراء التركمان بطاعته ، وسير معه من الأمراء آقسنقر ، قسيم الدولة جد ملوكنا أصحاب الموصل ، وهو الذي أقطعه السلطان بعد ذلك حلب .
[ ص: 292 ] وكان الأمير أرتق قد قصد السلطان ، فعاد صحبة عميد الدولة من الطريق فسار عميد الدولة حتى وصل إلى الموصل ، فأرسل إلى أهلها يشير عليهم بطاعة السلطان وترك عصيانه ، ففتحوا له البلد وسلموه إليه ، وسار السلطان بنفسه وعساكره إلى بلاد شرف الدولة ليملكها ، فأتاه الخبر بخروج أخيه تكش بخراسان ، على ما نذكره .
ورأى شرف الدولة قد خلص من الحصر ، فأرسل إلى مؤيد الملك بن نظام الملك شرف الدولة ، وهو مقابل الرحبة ، فأعطاه العهود والمواثيق ، وأحضره عند السلطان ، وهو بالبوازيج ، فخلع عليه آخر رجب ، وكانت أمواله قد ذهبت ، فاقترض ما خدم به ، وحمل للسلطان خيلا رائقة ، من جملتها فرسه بشار وهو فرسه المشهور الذي نجا عليه من المعركة ، ومن آمد أيضا ، وكان سابقا لا يجارى ، فأمر السلطان بأن يسابق به الخيل ، فجاء سابقا ، فقام السلطان قائما لما تداخله من العجب .
وأرسل الخليفة النقيب طرادا الزينبي في لقاء شرف الدولة ، فلقيه بالموصل فزاد أمر الدولة قوة ، وصالحه السلطان ، وأقره على بلاده ، وعاد إلى خراسان لحرب أخيه .