ذكر عدة حوادث 
في هذه السنة اجتمع ستة كواكب في برج الحوت ، وهي الشمس ، والقمر ،   [ ص: 404 ] والمشترى ، والزهرة ، والمريخ ، وعطارد ، فحكم المنجمون بطوفان يكون في الناس يقارب طوفان نوح  ، فأحضر الخليفة  المستظهر بالله ابن عيسون  المنجم ، فسأله ، فقال : إن طوفان نوح  اجتمعت الكواكب السبعة في برج الحوت ، والآن فقد اجتمع ستة منها ، وليس منها زحل ، فلو كان معها لكان مثل طوفان نوح  ، ولكن أقول إن مدينة ، أو بقعة من الأرض يجتمع فيها عالم كثير من بلاد كثيرة ، فيغرقون ، فخافوا على بغداذ  ، لكثرة من يجتمع فيها من البلاد ، فأحكمت المسنيات ، والمواضع التي يخشى منها الانفجار والغرق . 
فاتفق أن الحجاج نزلوا بوادي المياقت ، بعد نخلة ، فأتاهم سيل عظيم فأغرق أكثرهم ، ونجا من تعلق بالجبال ، وذهب المال ، والدواب ، والأزواد ، وغير ذلك ، فخلع الخليفة على المنجم . 
وفيها ، في صفر ، درس الشيخ  أبو عبد الله الطبري  الفقيه الشافعي بالمدرسة النظامية  ببغداذ  ، رتبه فيها  فخر الملك بن نظام الملك  ، وزير  بركيارق     . 
وفيها أغارت خفاجة  على بلد   سيف الدولة صدقة بن مزيد  ، فأرسل في أثرهم عسكرا ، مقدمه ابن عمه  قريش بن بدران بن دبيس بن مزيد  ، فأسرته خفاجة  ، وأطلقوه ، وقصدوا مشهد  الحسين بن علي  ، عليه السلام ، فتظاهروا فيه بالفساد والمنكر ، فوجه إليهم  صدقة  جيشا ، فكبسوهم ، وقتلوا منهم خلقا كثيرا في المشهد ، حتى عند الضريح ، وألقى رجل منهم نفسه وهو على فرسه من على السور ، فسلم هو والفرس . 
  [ الوفيات ] 
وفي هذه السنة ، في صفر ، توفي  القاضي أبو مسلم وادع بن   [ ص: 405 ] سليمان  قاضي معرة النعمان  والمستولي على أمورها ، وكان ( رجل زمانه همة ) ، وعلما . 
( وفيها في ربيع الأول ، توفي   أبو بكر محمد بن عبد الباقي المعروف بابن الخاضبة  ، المحدث ، وكان عالما . 
وفيها ، في رمضان ، توفي  أبو بكر أحمد بن عمر بن السمرقندي  ، ومولده سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة . 
وفيها ، في رمضان ، توفي   أبو الفضل عبد الملك بن إبراهيم المقدسي المعروف بالهمذاني  ، وكان عالما في عدة علوم ، وقد قارب ثمانين سنة ) . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					