[ ص: 439 ] ذكر عدة حوادث 
في هذه السنة زاد أمر العيارين بالجانب الغربي من بغداذ  ، في شعبان ، وعظم ضررهم ، فأمر الخليفة  كمال الدولة يمن  بتهذيب البلد ، فأخذ جماعة من أعيانهم ، وطلب الباقين فهربوا . 
وفيها أيضا انحلت الأسعار بالعراق  ، وكان الحنطة قد بلغ سبعين دينارا ، وربما زاد كثيرا في بعض الأوقات ، وانقطعت الأمطار ، ويبست الأنهار ، وكثر الموت ، حتى عجزوا عن دفن الموتى ، فحمل في بعض الأوقات ستة أموات على نعش واحد ، وعدمت الأدوية والعقاقير . 
وفيها ، في رجب ، سار  بيمند الفرنجي  ، صاحب أنطاكية  ، إلى قلعة أفامية  ، فحصروها ، وقاتل أهلها أياما ، وأفسد زروعها ثم رحل عنها . 
وفيها ، في آخر رمضان ، قتل الأمير  بلكابك سرمز  بأصبهان   ، ، بدار  السلطان محمد  ، وكان كثير الاحتياط من الباطنية  لا يفارقه لبس الدرع ومن يمنع عنه ، ففي ذلك اليوم لم يلبس درعا ، ودخل دار السلطان في قلة ، فقتله الباطنية  ، فقتل واحد ونجا آخر . 
[ الوفيات ] وفيها توفي  أبو الحسن البسطامي الصوفي   ، ورباطه مشهور على دجلة  غربي بغداذ  ، بناه  أبو الغنائم بن المحلبان     . 
وفيها مات  أبو نصر بن أبي عبد الله بن جردة   ، وأصله من عكبرا ، وإليه ينسب مسجد ابن جردة  ، وخرابة ابن جردة  ببغداذ    . 
 [ ص: 440 ] وفيها توفي  أبو يحيى بن جزلة الطبيب   ، وكان نصرانيا فأسلم ، وهو مصنف كتاب المنهاج . 
وفيها ، في شوال ، توفي  عبد الرزاق الصوفي ، الغزنوي   ، المقيم برباط عتاب ، وحج عدة حجات على التجريد ، ولم يخلف ما يكفن فيه ، فقالت زوجته : إذا مت افتضحنا ، قال : لم نفتضح ؟ قالت : لأنك ليس لك ما تكفن فيه ، فقال : إنما أفتضح إذا خلفت ما أكفن فيه . 
وفيها ، في رمضان ، توفي  عز الدولة أبو المكارم محمد بن سيف الدولة صدقة بن مزيد      . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					