[ ص: 443 ] ذكرحال السلطان محمد بعد الهزيمة واجتماعه بأخيه الملك سنجر
لما انهزم السلطان محمد ، سار طالبا خراسان إلى أخيه سنجر ، وهما لأم واحدة ، فأقام بجرجان ، وراسل أخاه يطلب منه مالا وكسوة ، وغير ذلك ، فسير إليه ما طلب ، وترددت الرسل بينهما ، حتى تحالفا واتفقا .
ولم يكن بقي مع السلطان محمد غير أميرين في نحو ثلاثمائة فارس ، فلما استقرت القواعد بينهما سار الملك سنجر من خراسان في عساكره نحو أخيه السلطان محمد ، فاجتمعا بجرجان ، وسارا منها إلى دامغان ، فخربها العسكر الخراساني ، ومضى أهلها هاربين إلى قلعة كردكوه ، وخرب العسكر ما قدروا عليه من البلاد ، وعم الغلاء تلك الأصقاع ، حتى أكل الناس الميتة والكلاب ، وأكل الناس بعضهم بعضا ، وسارا إلى الري فلما وصلا إليها انضم إليهما النظامية وغيرهم ، فكثر جمعهما ، وعظمت شوكتهما ، وتمكنت من القلوب هيبتهما .