ذكر الباطنية هذه السنة بخراسان حال
في هذه السنة سار جمع كثير من الإسماعيلية من طريثيث ، عن بعض أعمال بيهق ، وشاعت الغارة في تلك النواحي ، وأكثروا القتل في أهلها ، والنهب لأموالهم ، والسبي لنسائهم ، ولم يقفوا على الهدنة المتقدمة .
وفي هذه السنة اشتد أمرهم ، وقويت شوكتهم ، ولم يكفوا أيديهم عمن يريدون قتله ، لاشتغال السلاطين عنهم ، فمن جملة فعلهم : أن قفل الحاج تجمع ، هذه السنة ، مما وراء النهر ، وخراسان ، والهند ، وغيرها من البلاد ، فوصلوا إلى خوار الري ، فأتاهم الباطنية وقت السحر ، فوضعوا فيهم السيف ، وقتلوهم كيف شاءوا ، وغنموا أموالهم ودوابهم ، ولم يتركوا شيئا .
وقتلوا هذه السنة أبا جعفر بن المشاط ، وهو من شيوخ الشافعية ، أخذ الفقه عن الخجندي ، وكان يدرس بالري ، ويعظ الناس ، فلما نزل من كرسيه أتاه باطني فقتله .