[ ص: 565 ] ذكر حال  جاولي  مدة الحصار  
وأما  جاولي  فإنه لما وصل عسكر السلطان ، وحصرها ، سار عنها ، وأخذ معه  القمص  ، صاحب الرها  ، الذي كان قد أسره  سقمان  وأخذه منه جكرمش  ، وقد ذكرنا ذلك ، وسار إلى نصيبين  ، وهي حينئذ   للأمير إيلغازي بن أرتق  ، وراسله وسأله الاجتماع به ، واستدعاه إلى معاضدته ، وأن يكونا يدا واحدة ، وأعلمه أن خوفهما من السلطان ينبغي أن يجمعهما على الاحتماء منه . فلم يجبه   إيلغازي  إلى ذلك ، ورحل عن نصبين  ، ورتب بها ولده ، وأمره بحفظها من  جاولي  ، وأن يقاتله إن قصده ، وسار إلى ماردين    . 
فلما سمع  جاولي  ذلك عدل عن نصيبين  ، وقصد دارا وأرسل إلى   إيلغازي  ثانيا في المعاني ، وسار بعد الرسول ، فبينما رسوله عند   إيلغازي  بماردين  ، لم يشعر إلا  وجاولي  معه في القلعة وحده ، وقصد أن يتألفه ويستميله ، فلما رآه   إيلغازي  قام إليه ، وخدمه ، ولما رأى  جاولي  محسنا للظن فيه ، غير مستشعر منه ، لم يجد إلى دفعه سبيلا ، فنزل معه ، وعسكرا بظاهر نصبين  ، وسارا منها إلى سنجار  ، وحاصراها مدة ، فلم يجبهما صاحبها إلى صلح فتركاه وسارا نحو الرحبة  ،  وإيلغازي  يظهر  لجاولي  المساعدة ، ويبطن الخلاف ، وينتظر فرصة لينصرف عنه ، فلما وصلا إلى عربان  ، من الخابور  ، هرب   إيلغازي  ليلا وقصد نصيبين    . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					