ذكر عدة حوادث
في هذه السنة ، في المحرم ، سير السلطان وزيره نظام الملك أحمد بن نظام الملك إلى قلعة ألموت لقتال ومن معه من الحسن بن الصباح الإسماعيلية ، فحصروهم ، وهجم الشتاء عليهم فعادوا ولم يبلغوا منه غرضا .
وفيها ، في ربيع الآخر ، قدم السلطان إلى بغداذ ، عاد عنها في شوال من السنة أيضا .
وفيها ، في شعبان ، توجه الوزير نظام الملك إلى الجامع ، فوثب به الباطنية فضربوه بالسكاكين ، وجرح في رقبته ، فبقي مريضا مدة ، ثم برأ ، وأخذ الباطني الذي جرحه فسقي الخمر حتى سكر ، ثم سئل عن أصحابه ، فأقر على جماعة بمسجد المأمونية ، فأخذوا وقتلوا .
[ ص: 581 ] وفيها عزل وزير الخليفة ، وهو أبو المعالي بن المطلب ، ووزر بعده الزعيم أبو القاسم بن جهير ، فخرج ابن المطلب من دار الخليفة مستترا هو وأولاده واستجار بدار السلطان .
وفيها جهز يحيى بن تميم ، صاحب إفريقية ، خمسة عشر شينيا وسيرها إلى بلاد الروم ، فلقيها أسطول الروم ، وهو كبير ، فقاتلوهم ، وأخذوا ست قطع من شواني المسلمين ، ولم ينهزم بعد ذلك ليحيى جيش في البحر والبر .
وسير ابنه أبا الفتوح إلى مدينة سفاقس واليا عليها ، فثار به أهلها ، فنهبوا قصره ، وهموا بقتله ، فلم يزل يحيى يعمل الحيلة عليهم ، حتى فرق كلمتهم ، وبدد شملهم ، وملك رقابهم فسجنهم ، وعفا عن دمائهم وذنوبهم .
[ الوفيات ]
وفيها توفي آمد الأمير إبراهيم ينال ، صاحب ، وكان قبيح السيرة ، مشهورا بالظلم ، فجلا كثير من أهلها لجوره ، وملك بعده ولده ، وكان أصلح حالا منه .
وفيها ، في ثامن ذي القعدة ، ظهر في السماء كوكب من الشرق له ذؤابة ممتدة إلى القبلة ، وبقي يطلع إلى آخر ذي الحجة ، ثم غاب .