ذكر عدة حوادث 
في هذه السنة اشترى الإسماعيلية  بالشام  حصن القدموس  من صاحبه  ابن عمرون   ، وصعدوا إليه ، وقاموا بحرب من يجاورهم من المسلمين والفرنج  ، وكانوا   [ ص: 48 ] كلهم يكرهون مجاورتهم . 
وفيها وقع الخلف بين الفرنج  بالشام  فقاتل بعضهم بعضا ، ولم تجر لهم بذلك عادة قبل هذه السنة وقتل بينهم جماعة . 
وفيها في جمادى الآخرة أغار الأمير أسوار مقدم عسكر  زنكي  بحلب  على ولاية تل باشر فغنم الكثير ، فخرج إليه الفرنج  في جمع كثير فقاتلوه ، فظفر بهم وأكثر القتل فيهم ، وكان عدة القتلى نحو ألف قتيل ، وعاد سالما . 
وفيها - تاسع ربيع الآخر - وثب على  شمس الملوك  صاحب دمشق  بعض مماليك جده  طغدكين  ، فضربه بسيف فلم يعمل فيه شيئا ، وتكاثر عليه مماليك  شمس الملوك  فأخذوه ، وقرر ما الذي حمله على ما فعل فقال : أردت إراحة المسلمين من شرك وظلمك ، ولم يزل يضرب حتى أقر على جماعة أنهم وضعوه على ذلك ، فقتلهم  شمس الملوك  من غير تحقيق ، وقتل معهم أخاه  سونج  ، فعظم ذلك على الناس ، ونفروا عنه . 
  [ الوفيات ] 
وفيها توفي الشيخ  أبو الوفاء الفارسي   ، وكان له جنازة مشهودة حضرها أعيان بغداد    . 
وفيها - في رجب - توفي القاضي   أبو العباس أحمد بن سلامة بن عبد الله بن مخلد المعروف بابن الرطبي الفقيه الشافعي قاضي الكرخ   ، وتفقه على  أبي إسحاق  وأبي   [ ص: 49 ] نصر بن الصباغ  ، وسمع الحديث ورواه ، وكان قريبا من الخليفة يؤدب أولاده . 
وتوفي  أبو الحسين بن علي بن عبد الله بن نصر المعروف بابن الزاغوني الفقيه الحنبلي الواعظ   ، وكان ذا فنون ، توفي في المحرم . 
وتوفي  علي بن يعلى بن عوض بن القاسم الهروي العلوي   ، كان واعظا ، وله بخراسان  قبول كثير ، وسمع الحديث الكثير ،  ومحمد بن أحمد بن علي أبو عبد الله العثماني الديباجي  ، وهو من أولاد  محمد بن عبد الله العثماني الديباجي  ، وهو من أولاد  محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان     . 
وكان   محمد يلقب بالديباج  لحسنه ، وأصله من مكة  ، وهو من أهل نابلس   ، وكان مغاليا في مذهب الأشعري ، وكان يعظ . 
توفي في صفر . 
وفيها توفي  أبو فليتة  أمير مكة  ، وولي الإمارة بعده ابنه  القاسم     . 
وفيها توفي  العزيز بن هبة الله بن علي الشريف العلوي الحسيني   فجأة بنيسابور    . 
وكان جده نقيب النقباء بخراسان    . 
وعرض على العزيز هذا نقابة العلويين  بنيسابور  فامتنع ، وعرض عليه وزارة السلطان فامتنع ، ولزم الانقطاع والاشتغال بأمر آخرته . 
وفيها توفي قاضي قضاة خراسان   أبو سعيد محمد بن أحمد بن صاعد   ، وكان خيرا صالحا . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					