حلوان ساخ في الأرض . في هذه السنة زلزلت الأرض زلزلة عظيمة ، فقيل إن جبلا مقابل
وفيها ولي وزارة الخليفة أبو المظفر يحيى بن هبيرة ، وكان قبل [ ص: 173 ] ذلك صاحب ديوان الزمام ، وظهر له كفاية عظيمة عند نزول العساكر بظاهر المقتفي لأمر الله بغداد ، وحسن قيام في ردهم ، فرغب الخليفة فيه ، فاستوزره يوم الأربعاء رابع ربيع الآخر سنة أربع وأربعين [ وخمسمائة ] ، وكان القمر على تربيع زحل ، فقيل له : لو أخرت لبس الخلعة لهذه التربيعات ؟ فقال : وأي سعادة أكبر من وزارة الخليفة ؟ ولبسها ذلك اليوم .
[ الوفيات ]
وفيها في المحرم توفي قاضي القضاة علي بن الحسن الزينبي ، وولي القضاء عماد الدين أبو الحسن علي بن أحمد الدامغاني .
وفيها في المحرم رخصت الأسعار بالعراق ، وكثرت الخيرات ، وخرج أهل السواد إلى قراهم .
وفيها توفي الأمير نظر أمير الحاج ، وكان قد سار بالحاج إلى الحلة ، فمرض واشتد مرضه ، واستخلف على الحاج قايماز الأرجواني ، وعاد إلى بغداد مريضا ، فتوفي في ذي القعدة ، وكان خصيا عاقلا خيرا ، له معروف كثير ، وصدقات وافرة .
وفيها توفي الذي كان وزير السلطان أحمد بن نظام الملك محمد والمسترشد بالله .
وفيها توفي علي بن رافع بن خليفة الشيباني ، وهو من أعيان خراسان ، وله مائة وسبع سنين شمسية .
[ ص: 174 ] وفيها توفي نائب معين الدين أنر أبق صاحب دمشق ، وهو كان الحاكم والأمر إليه ، وكان أبق صورة أمير لا معنى تحتها .
وفيها توفي القاضي قاضي أحمد بن محمد بن الحسين الأرجاني أبو بكر تستر ، وله شعر حسن ، فمنه قوله :
ولما بلوت الناس أطلب عندهم أخا ثقة عند اعتراض الشدائد تطلعت في حالي رخاء وشدة
وناديت في الأحياء هل من مساعد ؟ فلم أر فيما ساءني غير شامت
ولم أر فيما سرني غير حاسد تمتعتما يا ناظري بنظرة
وأوردتما قلبي أمر الموارد أعيني كفا عن فؤادي فإنه
من البغي سعي اثنين في قتل واحد
وفيها توفي أبو عبد الله عيسى بن هبة الله بن عيسى البزاز وكان ظريفا ، وله شعر حسن ، كتب إليه صديق له رقعة وزاد في خطابه فأجابه :
قد زدتني في الخطاب حتى خشيت نقصا من الزياده
فاجعل خطابي خطاب مثلي ولا تغير علي عاده