ذكر عبد المؤمن بصنهاجة ظفر
لما ملك عبد المؤمن بجاية تجمعت صنهاجة في أمم لا يحصيها إلا الله تعالى ، وتقدم عليهم رجل اسمه أبو قصبة ، واجتمع معهم من كتامة ولواتة وغيرهما خلق كثير ، وقصدوا حرب عبد المؤمن ، فأرسل إليهم جيشا كثيرا ، ومقدمهم أبو سعيد يخلف ، وهو من الخمسين ، فالتقوا في عرض الجبل شرقي بجاية ، فانهزم أبو قصبة وقتل أكثر من معه ، ونهبت أموالهم ، وسبيت نساؤهم وذراريهم .
ولما فرغوا من صنهاجة ساروا إلى قلعة بني حماد ، وهي من أحصن القلاع وأعلاها لا ترام ، على رأس جبل شاهق يكاد الطرف لا يحققها لعلوها ، ولكن القدر إذا جاء لا يمنع منه معقل ولا جيوش ، فلما رأى أهلها عساكر الموحدين هربوا منها في رءوس الجبال ، وملكت القلعة ، وأخذ جميع ما فيها من مال وغيره وحمل إلى عبد المؤمن فقسمه .