ذكر المؤيد نيسابور وغيرها ملك
كان للسلطان سنجر مملوك اسمه أي أبه ، ولقبه المؤيد ، فلما كانت هذه الفتنة تقدم ، وعلا شأنه ، وأطاعه كثير من الأمراء ، واستولى على نيسابور ، وطوس ، ونسا ، وأبيورد ، وشهرستان والدامغان ، وأزاح الغز عن الجميع ، وقتل منهم خلقا كثيرا ، وأحسن السيرة ، وعدل في الرعية ، واستمال الناس ، ووفر الخراج على أهله ، وبالغ في مراعاة أرباب البيوت ، فاستقرت البلاد له ، ودانت له الرعية لحسن سيرته ، وعظم شأنه ، وكثرت جموعه ، فراسله خاقان بن محمد في تسليم البلاد والحضور عنده ، فامتنع ، وترددت الرسل بينهم ، حتى استقر على المؤيد مال يحمله إلى الملك محمود ، فكف عنه محمود ، وأقام المؤيد بالبلاد هو والملك محمود .