ذكر عدة حوادث 
في هذه السنة في ربيع الأول ، أطلق  أبو البدر ابن الوزير ابن هبيرة  من حبس تكريت    ; ولما قدم بغداد  خرج أخوه والموكب يتلقونه ، وكان يوما مشهودا ، وكان مقامه في الحبس يزيد على ثلاث سنين . 
وفيها احترقت بغداد   في ربيع الآخر ، وكثر الحريق بها ، واحترق درب فراشا  ، ودرب الدواب  ، ودرب اللبان  ، وخرابة ابن جردة  ، والظفرية  ، والخاتونية  ، ودار   [ ص: 235 ] الخلافة ، وباب الأزج  ، وسوق السلطان  وغير ذلك . 
وفيها في شوال قصد الإسماعيلية  طبس  بخراسان  ، فأوقعوا بها وقعة عظيمة ، وأسروا جماعة من أعيان دولة السلطان  ، ونهبوا أموالهم ودوابهم وقتلوا فيهم . 
[ الوفيات   ] 
وفيها في ذي القعدة توفي شيخ الإسلام  أبو المعالي الحسن بن عبيد الله بن أحمد بن محمد المعروف بابن الرزاز  بنيسابور   ، وهو من أعيان الأفاضل . 
وفي هذه السنة توفي  مريد الدين بن نيسان  رئيس آمد   والحاكم فيها على صاحبها ، وولي ما كان إليه بعده ابنه  كمال الدين أبو القاسم     . 
وتوفي  أبو الحسن علي بن الحسين الغزنوي  ، الواعظ المشهور ببغداد   ، وكان قدم إليها سنة ست عشرة وخمسمائة ، وكان له قبول عظيم عند السلاطين والعامة والخلفاء إلا أن  المقتفي  أعرض عنه بعد موت  السلطان مسعود  لإقبال السلطان عليه ، وكان موته في المحرم . 
وتوفي   أبو الحسن بن الخل  الفقيه الشافعي ، شيخ الشافعية ببغداد  ، وهو من أصحاب   أبي بكر الشاشي   ، وجمع بين العلم والعمل ، وكان يؤم بالخليفة في الصلاة . 
وتوفي  ابن الآمدي  الشاعر  ، وهو من أهل النيل من أعيان الشعراء في طبقة  الغزي  والأرجاني  ، وكان عمره قد زاد على تسعين سنة . 
وفيها قتل  مظفر بن حماد بن أبي الخير  صاحب البطيحة   ، قتله  نفيس بن فضل   [ ص: 236 ] بن أبي الخير  في الحمام ، وولي ابنه بعده . 
وفيها توفي  الوأواء الحلبي  الشاعر المشهور    . 
وفيها في رمضان توفي  الحكيم أبو جعفر بن محمد البخاري  بأسفرايين  ، وكان صاحب معرفة بعلوم الحكماء الأوائل . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					