في هذه السنة كثر برجم الإيوائي بالجبل ، فسير إليهم من فساد التركمان أصحاب بغداد عسكر مقدمهم منكبرس المسترشدي ، فلما قاربهم اجتمع التركمان ، فالتقوا واقتتلوا هم ومنكبرس ، فانهزم التركمان أقبح هزيمة ، وقتل بعضهم ، وأسر بعض ، وحملت الرءوس والأسارى إلى بغداد .
[ ص: 255 ] وفيها حج الناس ، فلما وصلوا إلى مدينة النبي صلى الله عليه وسلم ، أتاهم الخبر أن العرب قد اجتمعت لتأخذهم ، فتركوا الطريق وسلكوا طريق خيبر ، فوجدوا مشقة شديدة ، ونجوا من العرب .
[ الوفيات ]
وفيها الشيخ نصر بن منصور بن الحسين العطار أبو القاسم الحراني ، ومولده توفي بحران سنة أربع وثمانين وأربعمائة ، وأقام ببغداد وكثر ماله وصدقاته أيضا ، كان يقرأ القرآن ; وهو والد ظهير الدين الذي حكم في دولة على ما نذكره إن شاء الله . المستضيء بأمر الله
وفيها أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي ببغداد ، وهو سجزي الأصل ، هروي المنشأ ، وكان قدم إلى توفي بغداد سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة يريد الحج ، فسمع الناس بها عليه صحيح البخاري ; وكان عالي الإسناد ، فتأخر لذلك من الحج ، فلما كان هذه السنة عزم على الحج فمات .
وفيها يحيى بن سلامة بن الحسن بن محمد أبو الفضل الحصكفي الأديب بميافارقين ، وله شعر حسن ورسائل جيدة مشهورة ، وكان يتشيع ; ومولده توفي بطنزة ، فمن شعره :
وخليع بت أعذله ويرى عذلي من العبث قلت إن الخمر مخبثة
قال حاشاها من الخبث قلت فالأرفاث تتبعها
قال طيب العيش في الرفث
[ ص: 256 ] قلت منها القيء قال أجل
شرفت عن مخرج الحدث وسأسلوها ، فقلت متى ؟
قال : عند الكون في الجدث