[ ص: 270 ] ذكر وفاة  الفائز  وولاية  العاضد  العلويين  
في هذه السنة ، في صفر ، توفي   الفائز بنصر الله أبو القاسم عيسى بن إسماعيل الظافر  ، صاحب مصر  ، وكانت خلافته ست سنين ونحو شهرين ، وكان له لما ولي خمس سنين ، كما ذكرناه . ولما مات دخل  الصالح بن رزيك  القصر ، واستدعى خادما كبيرا ، وقال له : من ها هنا يصلح للخلافة ؟ فقال : ها هنا جماعة ، وذكر أسماءهم ، وذكر له منهم إنسانا كبير السن ، فأمر بإحضاره ، فقال له بعض أصحابه سرا : لا يكون  عباس  أحزم منك حيث اختار الصغير وترك الكبار واستبد بالأمر ، فأعاد  الصالح  الرجل إلى موضعه ، وأمر حينئذ بإحضار   العاضد لدين الله أبي محمد عبد الله بن يوسف بن الحافظ  ، ولم يكن أبوه خليفة ، وكان  العاضد  ذلك الوقت مراهقا قارب البلوغ ، فبايع له بالخلافة ، وزوجه  الصالح  ابنته ، ونقل معها من الجهاز ما لا يسمع بمثله ، وعاشت بعد موت  العاضد  وخروج الأمر من العلويين  إلى الأتراك  وتزوجت . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					