ذكر غمارة بالمغرب عصيان
لما تحقق الناس موت عبد المؤمن سنة تسع وخمسين [ وخمسمائة ] ، ثارت قبائل غمارة مع مفتاح بن عمرو ، وكان مقدما كبيرا فيهم ، وتبعوه بأجمعهم ، وامتنعوا في جبالهم ، وهي معاقل مانعة ، وهم أمم جمة ، فتجهز إليهم أبو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن ، ومعه أخواه عمرو وعثمان ، في جيش كبير من الموحدين والعرب ، وتقدموا إليهم ، فاقتتلوا سنة إحدى وستين وخمسمائة ، فانهزمت غمارة ، وقتل منهم كثير ، وفيمن قتل مفتاح بن عمرو مقدمهم ، وجماعة من أعيانهم ومقدميهم ، وملكوا بلادهم عنوة .
وكان هناك قبائل كثيرة يريدون الفتنة ، فانتظروا ما يكون من غمارة ، فلما قتلوا ذلت تلك القبائل وانقادوا للطاعة ، ولم يبق متحرك لفتنة ومعصية ، فسكنت الدهماء في جميع المغرب .