[ ص: 379 ] ذكر الفرنج على بلد حوران وغارة المسلمين على بلد الفرنج غارة
في هذه السنة ، في ربيع الأول ، اجتمعت الفرنج وساروا إلى بلد حوران من أعمال دمشق للغارة عليه ، وبلغ الخبر إلى نور الدين وكان قد برز ونزل هو وعسكره بالكسوة ، فسار إليهم مجدا ، وقدم بجموعه عليهم ، فلما علموا بقربه منهم دخلوا إلى السواد ، وهو من أعمال دمشق أيضا ، ولحقهم المسلمون ، فتخطفوا من في ساقتهم ونالوا منهم ، وسار نور الدين فنزل في عشترا ، وسير منها سرية إلى أعمال طبرية ، فشنوا الغارات عليها ، فنهبوا وسبوا ، وأحرقوا وخربوا ، فسمع الفرنج ذلك ، فرحلوا إليهم ; ليمنعوا عن بلدهم ، فلما وصلوا كان المسلمون قد فرغوا من نهبهم وغنيمتهم ، وعادوا ، وعبروا النهر .
وأدركهم الفرنج ، فوقف مقابلهم شجعان المسلمين وحماتهم يقاتلونهم ، فاشتد القتال وصبر الفريقان ، الفرنج يرومون أن يلحقوا الغنيمة فيردوها ، والمسلمون يريدون أن يمنعوهم عنها لينجو بها من قد سار معها ، فلما طال القتال بينهم ، وأبعدت الغنيمة وسلمت مع المسلمين عاد الفرنج ولم يقدروا [ أن ] يستردوا منها شيئا .