ذكر ظفر للمسلمين بالفرنج  وللفرنج بالمسلمين  
كان  شمس الدين محمد بن عبد الملك بن المقدم  صاحب بعلبك  ، فأتاه خبر أن جمعا من الفرنج  قد قصدوا البقاع  من أعمال بعلبك  ، وأغاروا عليها ، فسار إليهم ، وكمن لهم في الشعاري والغياض ، وأوقع بهم ، وقتل فيهم وأكثر ، وأسر نحو مائتي رجل منهم وسيرهم إلى  صلاح الدين     . 
وكان  شمس الدولة تورانشاه  أخو  صلاح الدين  ، وهو الذي ملك اليمن  ، قد وصل إلى دمشق  ، كما ذكرناه ، وهو فيها ، فسمع أن طائفة من الفرنج  قد خرجوا من بلادهم إلى أعمال دمشق  ، فسار إليهم ولقيهم [ عند عين الجر  في تلك المروج ، فلم يثبت لهم ، وانهزم عنهم فظفروا ] بجمع من أصحابه ، فأسروهم ، منهم  سيف الدين أبو بكر بن السلار  ، وهو من أعيان الجند الدمشقيين ، واجترأ الفرنج  بعدها ، وانبسطوا في تلك الولاية ، وجبروا الكسر الذي ناله منهم  ابن المقدم     . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					