[ الوفيات ] في هذه السنة صدر الدين شيخ الشيوخ عبد الرحيم بن شيخ الشيوخ إسماعيل بن شيخ الشيوخ أبي سعيد أحمد في شعبان ، وكان قد سار في ديوان الخلافة رسولا إلى توفي صلاح الدين ومعه شهاب الدين بشير الخادم في معنى الصلح بينه وبين عز الدين صاحب الموصل ، فوصلا إلى دمشق وصلاح الدين يحصر الكرك ، فأقاما إلى أن عاد فلم يستقر في الصلح أمر ، ومرضا وطلبا العودة إلى العراق ، فأشار عليهما صلاح الدين بالمقام إلى أن يصطلحا ، فلم يفعلا وسارا في الحر فمات بشير بالسخنة .
ومات صدر الدين بالرحبة ، ودفن بمشهد البوق ، وكان واحد زمانه ، قد جمع [ ص: 485 ] بين رياسة الدين والدنيا ، وكان ملجأ لكل خائف ، صالحا ، كريما ، حليما ، وله مناقب كثيرة ، ولم يستعمل في مرضه هذا دواء توكلا على الله تعالى .
وفيها عبد اللطيف بن محمد بن عبد اللطيف الخجندي الفقيه الشافعي ، رئيس توفي أصفهان ، وكان موته بباب همذان وقد عاد من الحج ، وله شعر فمنه :
بالحمى دار سقاها مدمعي يا سقى الله الحمى من مربع ليت شعري والأماني ضلة
هل إلى وادي الغضى من مرجع ؟ أذنت علوة للواشي بنا
ما على علوة لو لم تسمع أو تحرت رشدا فيما وشى
أو عفت عني فما قلبي معي
رحمه الله ورضي عنه وأرضاه .