ذكر عدة حوادث 
في هذه السنة في ربيع الأول ، قتل  مجد الدين أبو الفضل بن الصاحب  ، وهو أستاذ دار الخليفة  ، أمر الخليفة بقتله ، وكان متحكما في الدولة ، ليس للخليفة معه حكم ، وكان هو القيم بالبيعة له ، وظهر له أموال عظيمة ، أخذ جميعها ، وكان حسن السيرة عفيفا عن الأموال ، وكان الذي سعى به إنسان من أصحابه وصنائعه ، يقال له   عبيد الله بن يونس  ، فسعى به إلى الخليفة ، وقبح آثاره ، فقبض عليه وقتله   [ ص: 46 ] 
وفيها ، في ربيع الآخر ، وقع حريق في الحظائر ببغداد  ، واحترقت أحطاب كثيرة ، وسببه أن فقيها بالمدرسة النظامية  كان يطبخ طعاما يأكله ، فغفل عن النار والطبيخ ، فعلقت النار واتصلت إلى الحظائر ، فاحترقت جميعها ، واحترق درب السلسلة  وغيره مما يجاوره . 
وفيها ، في شوال ، استوزر   الخليفة الناصر لدين الله   أبا المظفر عبيد الله بن يونس ، ولقبه جلال الدين  ، ومشى أرباب الدولة في ركابه ، حتى قاضي القضاة ، وكان  ابن يونس  من شهوده ، وكان يمشي ويقول : لعن الله طول العمر . 
  [ الوفيات ] وفيها ، في المحرم ، توفي  عبد المغيث بن زهير الحربي  ببغداد  وكان من أعيان الحنابلة ، قد سمع الحديث الكثير ، وصنف كتابا في فضائل   يزيد بن معاوية  أتى فيه بالعجائب ، وقد رد عليه   أبو الفرج بن الجوزي  ، وكان بينهما عداوة . 
وفيها توفي  قاضي القضاة أبو الحسن بن الدامغاني  ، وولي قضاء القضاة للمقتفي بعد موت  الزينبي  ، ثم   للمستنجد بالله  ، ثم عزل ، ثم أعيد إلى   المستضيء بأمر الله     . 
وفيها توفي  الوزير جلال الدين أبو الحسن علي بن جمال الدين أبي جعفر محمد بن أبي منصور  وزير صاحب الموصل  ، وهو الجواد ابن الجواد ، وقد ذكرنا من أخباره وأخبار أبيه ما يعلم به محلهما ، وحمل إلى مدينة النبي  ، صلى الله عليه وسلم ، فدفن بها عند أبيه  علي بن خطاب بن ظفر الشيخ الصالح  من جزيرة   ابن عمر   ، وكان من الأولياء أرباب الكرامات ، وصحبته أنا مدة ، فلم أر مثله حسن خلق وسمت وكرم وعبادة ، رحمه الله . 
وفيها ولدت امرأة من سواد بغداد  بنتا لها أسنان . 
وفيها توفي  نصر بن فتيان بن مطر أبو الفتح بن المني الفقيه الحنبلي  ، لم يكن لهم مثله ، رحمه الله . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					