ذكر عدة حوادث 
في هذه السنة ، في ربيع الأول ، تسلم الخليفة الناصر لدين الله حديثة عانة   ، وكان سير إليها جيشا حصروها سنة خمس وثمانين [ وخمسمائة ] فقاتلوا عليها قتالا شديدا ، ودام الحصار ، وقتل من الفريقين خلق كثير ، فلما ضاقت عليهم الأقوات   [ ص: 90 ] سلموها على أقطاع عينوها ، ووصل صاحبها وأهلها إلى بغداد  وأعطوا أقطاعا ، ثم تفرقوا في البلاد واشتدت الحاجة بهم ، حتى رأيت بعضهم وإنه ليتعرض بالسؤال ، وبعض خدم الناس ، نعوذ بالله من زوال نعمته وتحول عافيته . 
[ الوفيات    ] وفى هذه السنة توفي  مسعود بن النادر الصفار  ببغداد  ، وكان مكثرا من الحديث ، حسن الخط ، خيرا ثقة . 
ومنها توفي  أبو حامد محمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم الشهرزوري  بالموصل  ، وكان قاضيها ، وقبلها ولي قضاء حلب  وجميع الأعمال بها ، وكان رئيسا جوادا ، ذا مروءة عظيمة ، يرجع إلى دين وأخلاق جميلة . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					