ذكر عدة حوادث
في هذه السنة معز الدين قيصر شاه بن قلج أرسلان ، صاحب بلاد الروم ، على صلاح الدين في رمضان ، وكان سبب قدومه أن والده قدم فرق مملكته على أولاده ، وأعطى ولده هذا عز الدين قلج أرسلان ملطية ، وأعطى ولده قطب الدين ملك شاه [ ص: 104 ] سيواس .
فاستولى قطب الدين على أبيه ، وحجر عليه ، وأزال حكمه ، وألزمه أن يأخذ ملطية من أخيه هذا ويسلمها إليه ، فخاف معز الدين ، فسار إلى صلاح الدين ملتجئا إليه ، معتضدا به ، فأكرمه صلاح الدين ، وزوجه بابنة أخيه الملك العادل ، فامتنع قطب الدين من قصده ، وعاد معز الدين إلى ملطية في ذي القعدة .
وحدثني من أثق به قال : رأيت صلاح الدين وقد ركب ليودع معز الدين هذا ، فترجل له معز الدين ، وترجل صلاح الدين ، وودعه راجلا ، فلما أراد الركوب عضده معز الدين هذا ، وأركبه ، وسوى ثيابه علاء الدين خرمشاه بن عز الدين ، صاحب الموصل ، قال : فعجبت من ذلك ، وقلت ما تبالي يا ابن أيوب أي موتة تموت ؟ يركبك ملك سلجوقي ، وابن أتابك زنكي .
[ ] وفيها توفي الوفيات حسام الدين محمد بن عمر بن لاجين ، وهو ابن أخت صلاح الدين ، وعلم الدين سليمان بن جندر ، وهو من أكابر أمراء صلاح الدين أيضا .
وفي رجب توفي الصفي بن القابض ، وكان متولي دمشق لصلاح الدين ، يحكم في جميع بلاده .