ذكر عدد غزواته - صلى الله عليه وسلم - وسراياه
وكان - صلى الله عليه وسلم - بنفسه - غزوة آخر غزوة غزاها رسول الله تبوك ، وجميع غزواته بنفسه تسع عشرة غزوة .
قال : هكذا يرويه الواقدي أهل العراق عن ، وهو خطأ ؛ لأن زيد بن أرقم زيدا غزا مؤتة مع وهو رديفه على رحله ، ولم يغز مع النبي - صلى الله عليه وسلم - غير ثلاث غزوات أو أربع ، وقيل : غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ستا وعشرين غزوة ، وقيل : سبعا وعشرين ، فمن قال ستا وعشرين جعل غزوة عبد الله بن رواحة خيبر ووادي القرى واحدة ؛ لأنه لم يرجع من خيبر إلى منزله ، ومن فرق بينهما جعل غزواته سبعا وعشرين ، وجعل خيبر غزوة ، ووادي القرى غزوة .
وأول غزوة غزاها ودان ، وهي الأبواء ، ثم بواط بناحية رضوى ، ثم العشيرة ، ثم بدر الأولى لطلب كرز بن جابر ، ثم بدر التي قتل فيها قريشا ، ثم غزوة بني سليم ، ثم غزوة السويق ، ثم غزوة غطفان ، وهي غزوة ذي أمر ، ثم غزوة بحران بالحجاز ، ثم غزوة أحد ، ثم غزوة حمراء الأسد ، ثم غزوة بني النضير ، ثم غزوة ذات الرقاع ، ثم غزوة بدر الآخرة ، ثم غزوة دومة الجندل ، ثم غزوة الخندق ، ثم غزوة بني قريظة ، ثم غزوة بني لحيان من هذيل ، ثم غزوة ذي قرد ، ثم غزوة بني المصطلق ، ثم غزوة الحديبية ، ثم غزوة خيبر ، ثم عمرة القضاء ، ثم غزوة فتح مكة ، ثم غزوة حنين ، ثم غزوة الطائف ، ثم [ ص: 168 ] غزوة تبوك ، قاتل منها في تسع غزوات : بدر ، وأحد ، والخندق ، وقريظة ، والمصطلق ، وخيبر ، والفتح ، وحنين ، والطائف .
واختلف في عدد سراياه ، فقيل : كانت خمسا وثلاثين ما بين سرية وبعث ، وقيل : ثمانيا وأربعين .
وفي هذه السنة قدم في رمضان مسلما ، فبعثه إلى ذي الخلصة فهدمها ، وكان من حجر أبيض بتبالة ، وهو صنم جرير بن عبد الله البجلي بجيلة وخثعم وأزد السراة ، فلما أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خبر هدمه سجد شكرا لله - تعالى - .
وفيها أسلم باذان باليمن ، وبعث بإسلامه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .