ذكر عدة حوادث
في هذه السنة ، في ذي الحجة ، أبو طالب يحيى بن سعيد بن زيادة ، كاتب [ ص: 156 ] الإنشاء بديوان الخليفة ، وكان عالما فاضلا ، له كتابة حسنة ، وكان رجلا عاقلا خيرا ، كثير النفع للناس ، وله شعر جيد . توفي
وفيها حصر قلعة الملك العادل أبو بكر بن أيوب ماردين في شهر رمضان ، وقاتل من بها ، وكان صاحبها حسام الدين ( يولق ) أرسلان بن إيلغازي بن ألبي بن تمرتاش بن إيلغازي بن أرتق ، كل هؤلاء ملوك ماردين ، وقد تقدم من أخبارهم ما يعلم به محلهم ، وكان صبيا ، والحاكم في بلده ودولته مملوك أبيه العادل النظام يرنقش ، وليس لصاحبه معه حكم البتة في شيء من الأمور ، ولما حصر العادل ماردين ودام عليها سلم إليه بعض أهلها الربض بمخامرة بينهم ، فنهب العسكر أهله نهبا قبيحا ، وفعلوا بهم أفعالا عظيمة لم يسمع بمثلها ، فلما تسلم الربض تمكن من حصر القلعة ، وقطع الميرة عنها ، وبقي عليها إلى أن رحل عنها سنة خمس وتسعين [ وخمسمائة ] على ما نذكره - إن شاء الله - .
[ الوفيات ]
وفيها أبو علي الحسن بن مسلم بن أبي الحسن القادسي الزاهد ، المقيم ببغداد ، توفي الشيخ والقادسية التي ينسب إليها قرية بنهر عيسى من أعمال بغداد ، وكان من عباد الله الصالحين العاملين ، ودفن بقريته .
وأبو المجد علي بن أبي الحسن علي بن الناصر بن محمد الفقيه الحنفي مدرس أصحاب أبي حنيفة ببغداد ، وكان من أولاد . محمد بن الحنفية ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -