في هذه السنة خرج أسطول من الفرنج إلى الديار المصرية ، فنهبوا مدينة فوة ، وأقاموا خمسة أيام يسبون وينهبون ، وعساكر مصر مقابلهم ، بينهم النيل ، ليس لهم وصول إليهم لأنهم لم تكن لهم سفن .
وفيها كانت زلزلة عظيمة عمت أكثر البلاد مصر ، والشام ، والجزيرة ، وبلاد الروم ، وصقلية ، وقبرس ، ووصلت إلى الموصل والعراق وغيرهما ، وخرب من مدينة صور سورها وأثرت في كثير من الشام .
وفيها ، في رجب ، اجتمع جماعة من الصوفية برباط شيخ الشيوخ ببغداد وفيهم صوفي اسمه أحمد بن إبراهيم الداري من أصحاب شيخ الشيوخ عبد الرحيم بن إسماعيل - رحمهم الله - ومعهم مغن يغني ويقول الشعر :
عويذلتي أقصري كفى بمشيبي عذل شباب كأن لم يكن
وشيب كأن لم يزل [ ص: 204 ] وحق ليالي الوصال
أواخرها والأول وصفرة لون المحب
عند استماع العذل لئن عاد عيشي بكم
حلا العيش لي واتصل
[ الوفيات ]
وفيها توفي أبو الفتوح أسعد بن محمود العجلي ، الفقيه الشافعي ، بأصفهان في صفر ، وكان إماما فاضلا .
وفي رمضان منها توفي قاضي هراة عمدة الدين الفضل بن محمود بن صاعد الساوي ، وولي بعده ابنه صاعد .