ذكر غياث الدين محمود قتل
لما سلم خوارزم شاه هراة إلى خاله أمير ملك وسار إلى خوارزم ، أمره أن يقصد ، صاحب غياث الدين محمود بن غياث الدين محمد بن سام الغوري الغور وفيروزكوه ، وأن يقبض عليه وعلى أخيه علي شاه بن خوارزم شاه ، ويأخذ فيروزكوه من غياث الدين .
فسار أمير ملك إلى فيروزكوه ; وبلغ ذلك إلى محمود ، فأرسل يبذل الطاعة ويطلب الأمان ، فأعطاه ذلك ، فنزل إليه محمود ، فقبض عليه أمير ملك ، وعلى علي شاه أخو خوارزم شاه ، فسألاه أن يحملهما إلى خوارزم شاه ليرى فيهما رأيه ، فأرسل إلى خوارزم شاه يعرفه الخبر ، فأمره بقتلهما ، فقتلا في يوم واحد ، واستقامت [ ص: 258 ] خراسان كلها لخوارزم شاه ، وذلك سنة خمس وستمائة أيضا .
وغياث الدين هذا هو آخر ملوك الغورية ، ولقد كانت دولتهم من أحسن الدول سيرة ، وأعدلها وأكثرها جهادا ، وكان محمود هذا عادلا ، حليما ، كريما ، من أحسن الملوك سيرة وأكرمهم أخلاقا ، رحمه الله تعالى .