ذكر
nindex.php?page=treesubj&link=31885_31870السبب الذي من أجله أمر إبراهيم بالذبح وصفة الذبح
قيل : أمر الله
إبراهيم - عليه السلام - بذبح ابنه فيما ذكر أنه دعا الله أن يهب له ولدا ذكرا صالحا ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=100رب هب لي من الصالحين . فلما بشرته الملائكة بغلام حليم قال : إذن هو ذبيح . فلما ولد الغلام وبلغ معه السعي قيل له : أوف نذرك الذي نذرت . وهذا على قول من زعم أن الذبيح
إسحاق ، وقائل هذا يزعم أن ذلك كان
بالشام على ميلين من
إيليا . وأما من زعم أنه
إسماعيل فيقول : إن ذلك كان
بمكة .
قال
محمد بن إسحاق : إن
إبراهيم قال لابنه حين أمر بذبحه : يا بني ، خذ الحبل والمدية ثم انطلق بنا إلى هذا الشعب لنحتطب لأهلك . فلما توجه اعترضه إبليس ليصده عن ذلك ، فقال : إليك عني يا عدو الله ! فوالله لأمضين لأمر الله ! فاعترض
إسماعيل فأعلمه ما يريد
إبراهيم يصنع به ، فقال : سمعا لأمر ربي وطاعة . فذهب إلى
هاجر فأعلمها ، فقالت : إن كان ربه أمره بذلك فتسليما لأمر الله . فرجع بغيظه لم يصب منهم شيئا .
فلما خلا
إبراهيم بالشعب ، وهو
شعب ثبير ، قال له :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=102يابني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال ياأبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين .
[ ص: 100 ] ثم قال له يا أبت إن أردت ذبحي فاشدد رباطي لا يصبك من دمي شيء فينتقص أجري ، فإن الموت شديد ، واشحذ شفرتك حتى تريحني ، فإذا أضجعتني فكبني على وجهي فإني أخشى إن نظرت في وجهي أنك تدرك رحمة فتحول بينك وبين أمر الله ، وإن رأيت أن ترد قميصي إلى
هاجر أمي فعسى أن يكون أسلى لها عني ، فافعل . فقال
إبراهيم : نعم المعين أنت ، أي بني ، على أمر الله !
فربطه كما أمره ، ثم حد شفرته
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=103وتله للجبين ، ثم أدخل الشفرة لحلقه ، فقلبها الله لقفاها ، ثم اجتذبها إليه ليفرغ منه ، فنودي :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=104أن ياإبراهيم قد صدقت الرؤيا ، هذه ذبيحتك فداء لابنك فاذبحها .
وقيل : جعل الله على حلقه صحيفة نحاس . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : خرج عليه كبش من الجنة قد رعى فيها أربعين خريفا ، وقيل : هو الكبش الذي قربه
هابيل ، وقال
علي - عليه السلام - : كان كبشا أقرن أعين أبيض . وقال
الحسن : ما فدي
إسماعيل إلا بتيس من الأروى هبط عليه من
ثبير فذبحه ، قيل بالمقام ، وقيل :
بمنى في المنحر .
ذِكْرُ
nindex.php?page=treesubj&link=31885_31870السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ أُمِرَ إِبْرَاهِيمُ بِالذَّبْحِ وَصِفَةِ الذَّبْحِ
قِيلَ : أَمَرَ اللَّهُ
إِبْرَاهِيمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - بِذَبْحِ ابْنِهِ فِيمَا ذُكِرَ أَنَّهُ دَعَا اللَّهَ أَنْ يَهَبَ لَهُ وَلَدًا ذَكَرًا صَالِحًا ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=100رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ . فَلَمَّا بَشَّرَتْهُ الْمَلَائِكَةُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ قَالَ : إِذَنْ هُوَ ذَبِيحٌ . فَلَمَّا وُلِدَ الْغُلَامُ وَبَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قِيلَ لَهُ : أَوْفِ نَذْرَكَ الَّذِي نَذَرْتَ . وَهَذَا عَلَى قَوْلِ مَنْ زَعَمَ أَنَّ الذَّبِيحَ
إِسْحَاقُ ، وَقَائِلُ هَذَا يَزْعُمُ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ
بِالشَّامِ عَلَى مِيلَيْنِ مِنْ
إِيلِيَا . وَأَمَّا مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ
إِسْمَاعِيلُ فَيَقُولُ : إِنَّ ذَلِكَ كَانَ
بِمَكَّةَ .
قَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ : إِنَّ
إِبْرَاهِيمَ قَالَ لِابْنِهِ حِينَ أُمِرَ بِذَبْحِهِ : يَا بُنَيَّ ، خُذِ الْحَبْلَ وَالْمُدْيَةَ ثُمَّ انْطَلِقْ بِنَا إِلَى هَذَا الشِّعْبِ لِنَحْتَطِبَ لِأَهْلِكَ . فَلَمَّا تَوَجَّهَ اعْتَرَضَهُ إِبْلِيسُ لِيَصُدَّهُ عَنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ : إِلَيْكَ عَنِّي يَا عَدُوَّ اللَّهِ ! فَوَاللَّهِ لَأَمْضِيَنَّ لِأَمْرِ اللَّهِ ! فَاعْتَرَضَ
إِسْمَاعِيلَ فَأَعْلَمَهُ مَا يُرِيدُ
إِبْرَاهِيمُ يَصْنَعُ بِهِ ، فَقَالَ : سَمْعًا لِأَمْرِ رَبِّي وَطَاعَةً . فَذَهَبَ إِلَى
هَاجَرَ فَأَعْلَمَهَا ، فَقَالَتْ : إِنْ كَانَ رَبُّهُ أَمَرَهُ بِذَلِكَ فَتَسْلِيمًا لِأَمْرِ اللَّهِ . فَرَجَعَ بِغَيْظِهِ لَمْ يُصِبْ مِنْهُمْ شَيْئًا .
فَلَمَّا خَلَا
إِبْرَاهِيمُ بِالشِّعْبِ ، وَهُوَ
شِعْبُ ثَبِيرٍ ، قَالَ لَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=102يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ .
[ ص: 100 ] ثُمَّ قَالَ لَهُ يَا أَبَتِ إِنْ أَرَدْتَ ذَبْحِي فَاشْدُدْ رِبَاطِي لَا يُصِبْكَ مِنْ دَمِي شَيْءٌ فَيَنْتَقِصَ أَجْرِي ، فَإِنَّ الْمَوْتَ شَدِيدٌ ، وَاشَحَذْ شَفْرَتَكَ حَتَّى تُرِيحَنِي ، فَإِذَا أَضْجَعْتَنِي فَكُبَّنِي عَلَى وَجْهِي فَإِنِّي أَخْشَى إِنْ نَظَرْتَ فِي وَجْهِي أَنَّكَ تُدْرِكُ رَحْمَةً فَتَحُولُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ أَمْرِ اللَّهِ ، وَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَرُدَّ قَمِيصِي إِلَى
هَاجَرَ أُمِّي فَعَسَى أَنْ يَكُونَ أَسْلَى لَهَا عَنِّي ، فَافْعَلْ . فَقَالَ
إِبْرَاهِيمُ : نِعْمَ الْمُعِينُ أَنْتَ ، أَيْ بُنَيَّ ، عَلَى أَمْرِ اللَّهِ !
فَرَبَطَهُ كَمَا أَمَرَهُ ، ثُمَّ حَدَّ شَفْرَتَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=103وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ، ثُمَّ أَدْخَلَ الشَّفْرَةَ لِحَلْقِهِ ، فَقَلَبَهَا اللَّهُ لِقَفَاهَا ، ثُمَّ اجْتَذَبَهَا إِلَيْهِ لِيَفْرُغَ مِنْهُ ، فَنُودِيَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=104أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ، هَذِهِ ذَبِيحَتُكَ فِدَاءً لِابْنِكَ فَاذْبَحْهَا .
وَقِيلَ : جَعَلَ اللَّهُ عَلَى حَلْقِهِ صَحِيفَةَ نُحَاسٍ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : خَرَجَ عَلَيْهِ كَبْشٌ مِنَ الْجَنَّةِ قَدْ رَعَى فِيهَا أَرْبَعِينَ خَرِيفًا ، وَقِيلَ : هُوَ الْكَبْشُ الَّذِي قَرَّبَهُ
هَابِيلُ ، وَقَالَ
عَلِيٌّ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - : كَانَ كَبْشًا أَقْرَنَ أَعْيَنَ أَبْيَضَ . وَقَالَ
الْحَسَنُ : مَا فُدِيَ
إِسْمَاعِيلُ إِلَّا بِتَيْسٍ مِنَ الْأَرْوَى هَبَطَ عَلَيْهِ مِنْ
ثَبِيرٍ فَذَبَحَهُ ، قِيلَ بِالْمَقَامِ ، وَقِيلَ :
بِمِنًى فِي الْمَنْحَرِ .