ذكر عدة حوادث
المغيرة بن شعبة ، وافتعل كتابا على لسان حج بالناس هذه السنة معاوية ، فيقال : إنه عرف يوم التروية ، ونحر عرفة خوفا أن يفطن لفعله ، وقيل : فعل ذلك لأنه بلغه أن عتبة بن أبي سفيان مصبحه واليا على الموسم .
وفيها معاوية بالخلافة ببيت المقدس ، وكان قبل ذلك يدعى بالأمير في بلاد بويع الشام ، فلما قتل علي دعي بأمير المؤمنين ، ( هكذا قال بعضهم ) ، وقد تقدم أنه بويع بالخلافة بعد اجتماع الحكمين ، ( والله أعلم . وكانت خلافة الحسن ستة أشهر ) .
[ الوفيات ]
وفيها بعد قتل الأشعث بن قيس الكندي علي بأربعين ليلة ، وصلى عليه [ ص: 752 ] مات الحسن بن علي . وفيها مات ، حسان بن ثابت وأبو رافع مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وهما من [ ص: 753 ] الصحابة . وفيها مات شرحبيل بن السمط الكندي ، وهو من أصحاب معاوية . قيل له صحبة . علي مات جهجاه الغفاري له صحبة . وفيها مات وفي أول خلافة الحارث بن خزمة الأنصاري ، شهد بدرا وأحدا وغيرهما . وفيها مات خوات بن جبير الأنصاري بالمدينة ، وكان قد خرج مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى بدر ، فرجع لعذر فضرب له [ ص: 754 ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسهمه ، وهو صاحب ذات النحيين .
علي مات قرظة بن كعب الأنصاري بالكوفة ، ( وقيل : بل مات في إمارة وفي خلافة المغيرة على الكوفة لمعاوية ) ، شهد أحدا وغيرها وشهد سائر المشاهد مع علي . ومات معاذ بن عفراء الأنصاري ( في أول خلافة علي ، وهو بدري ، شهد المشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) . وفي خلافته مات أبو لبابة بن عبد المنذر الأنصاري ، وكان [ ص: 755 ] نقيبا ، شهد بدرا ، وقيل : بل استخلفه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المدينة ورده من طريق بدر وضرب له بسهمه . وفيها توفي ، ( له صحبة ، قديم الإسلام ، هاجر إلى معيقيب بن أبي فاطمة الدوسي الحبشة الهجرة الثانية ، وكان على خاتم النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان مجذوما ، واستعمله أبو بكر وعمر على بيت المال ، وكان معه الخاتم أيام عثمان ، فمن يده وقع الخاتم ، وقيل : إنه توفي آخر خلافة عثمان .