ذكر زياد عمال
استعان زياد بعدة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - منهم : ولاه قضاء عمران بن حصين الخزاعي البصرة ، ، وأنس بن مالك ، وعبد الرحمن بن سمرة . فأما وسمرة بن جندب عمران [ ص: 49 ] فاستعفى من القضاء فأعفاه . واستقضى عبد الله بن فضالة الليثي ، ثم أخاه عاصما ، ثم ، وكانت أخته عند زرارة بن أوفى زياد .
وقيل إن زيادا أول من سير بين يديه بالحراب والعمد ، واتخذ الحرس رابطة خمسمائة لا يفارقون المسجد .
وجعل خراسان أرباعا ، واستعمل على مرو أمير بن أحمر ، وعلى نيسابور خليد بن عبد الله الحنفي ، وعلى مرو الروذ والفارياب والطالقان قيس بن الهيثم ، وعلى هراة وباذغيس [ وقادس ] وبوشنج نافع بن خالد الطاحي ، ثم عتب عليه فعزله .
وسبب تغيره عليه أن نافعا بعث بخوان باذزهر إلى زياد قوائمه منه ، فأخذ نافع منها قائمة وعمل مكانها قائمة من ذهب وبعث الخوان مع غلام له اسمه زيد ، وكان يلي أمور نافع كلها ، فسعى زيد بنافع إلى زياد وقال : إنه خانك وأخذ قائمة الخوان . فعزله زياد وحبسه وكتب عليه كتابا بمائة ألف ، وقيل : بثمانمائة ألف ، فشفع فيه رجال من وجوه الأزد فأطلقه .
واستعمل ، وكانت له صحبة ، وكان الحكم بن عمرو الغفاري زياد قال لحاجبه : ادع لي الحكم ، يريد الحكم بن أبي العاص الثقفي ، ليوليه خراسان ، فخرج حاجبه فرأى فاستدعاه ، فحين رآه الحكم بن عمرو الغفاري زياد قال له : ما أردتك ولكن الله أرادك ! فولاه خراسان وجعل معه رجالا على جباية الخراج ، منهم : أسلم بن زرعة الكلابي وغيره ، وغزا الحكم طخارستان ، فغنم غنائم كثيرة ، ثم مات ، واستخلف أنس بن أبي أناس بن زنيم ، فعزله زياد وكتب إلى خليد بن عبد الله الحنفي بولاية خراسان ، ثم بعث الربيع بن زياد الحارثي في خمسين ألفا من البصرة والكوفة .