[ ص: 114 ] ذكر عزل  ابن زياد  عن البصرة  وعوده إليها  
في هذه السنة عزل  معاوية   عبيد الله بن زياد  عن البصرة  وأعاده إليها . 
وسبب ذلك أن  ابن زياد  وفد على  معاوية  في وجوه أهل البصرة   وفيهم   الأحنف  ، وكان سيئ المنزلة من  عبيد الله  ، فلما دخلوا رحب  معاوية  بالأحنف  وأجلسه معه على سريره ، فأحسن القوم الثناء على  ابن زياد  والأحنف  ساكت ، فقال له  معاوية     : ما لك يا  أبا بحر  لا تتكلم ؟ فقال : إن تكلمت خالفت القوم . 
فقال  معاوية     : انهضوا فقد عزلته عنكم واطلبوا واليا ترضونه ، فلم يبق أحد إلا أتى رجلا من بني أمية  أو من أهل الشام   والأحنف  لم يبرح من منزله فلم يأت أحدا ، فلبثوا أياما ، ثم جمعهم  معاوية  وقال لهم : من اخترتم ؟ فاختلفت كلمتهم  والأحنف  ساكت ، فقال : ما لك لا تتكلم ؟ فقال : إن وليت علينا أحدا من أهل بيتك لم نعدل بعبيد الله أحدا ، وإن وليت من غيرهم فانظر في ذلك . 
فرده  معاوية  عليهم وأوصاه  بالأحنف  وقبح رأيه في مباعدته ، فلما هاجت الفتنة لم يف له غير   الأحنف     . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					