ذكر مصعب بن الزبير البصرة ولاية
وفي هذه السنة عزل عبد الله بن الزبير ، عن الحارث بن أبي ربيعة ، وهو القباع البصرة ، واستعمل عليها أخاه مصعبا . فقدمها مصعب متلثما ، ودخل المسجد وصعد المنبر ، فقال الناس : أمير أمير ! وجاء ، وهو الأمير ، فسفر الحارث بن أبي ربيعة مصعب لثامه فعرفوه ، وأمر مصعب الحارث بالصعود إليه ، فأجلسه تحته بدرجة ، ثم قام مصعب فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : بسم الله الرحمن الرحيم ، طسم تلك آيات الكتاب المبين نتلوا عليك من نبإ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون إلى قوله : من المفسدين ، فأشار بيده نحو الشام ، ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ، وأشار نحو الحجاز ، ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون ، وأشار نحو الكوفة ، وقال : يا أهل البصرة ، بلغني أنكم تلقبون أمراءكم ، وقد لقبت نفسي بالجزار .