ذكر محاربة  شبيب  أهل البادية  
وكتب  الحجاج  إلى  سويد  يأمره باتباعه ، فاتبعه ، ومضى  شبيب  حتى أغار أسفل الفرات  على من وجد من قومه ، وارتفع في البر وراء خفان  ، فأصاب رجالا من بني الورثة  ، فقتل منهم ثلاثة عشر رجلا ، منهم حنظلة بن مالك  ، ومضى  شبيب  حتى أتى   [ ص: 445 ] بني أبيه على اللصف ، وعلى ذلك الماء  الفزر بن الأسود ، وهو أحد بني الصلت  ، وكان ينهى  شبيبا  عن رأيه ، وكان  شبيب  يقول : لئن ملكت سبعة أعنة لأغزون الفزر ، فلما بلغهم خبر  شبيب  ركب الفزر فرسا ، وخرج من وراء البيوت ، وانهزم منه الرجال ، ورجع وقد أخاف أهل البادية ، فأخذ على القطقطانة  ، ثم على قصر بني مقاتل  ، ثم على الحصاصة  ، ثم على الأنبار  ، ومضى حتى دخل دقوقاء  ، ثم ارتفع إلى أداني أذربيجان    . 
فلما أبعد سار  الحجاج  إلى البصرة  ، واستخلف على الكوفة  عروة بن المغيرة بن شعبة     . فما شعر الناس إلا وقد أتاهم كتاب دهقان بابل مهروذ  إلى  عروة  يذكر له أن بعض جباة الخراج أخبره أن  شبيبا  قد نزل خانيجار  ، وهو على قصد الكوفة  ، فأرسل  عروة  الكتاب إلى  الحجاج  بالبصرة  ، فأقبل مجدا نحو الكوفة  يسابق  شبيبا  إليها . 
				
						
						
