وخرج مسعود بن أبي زينب العبدي بالبحرين على الأشعث بن عبد الله بن الجارود ، ففارق الأشعث البحرين ، وسار مسعود إلى اليمامة ، وعليها سفيان بن عمرو العقيلي ، ولاه إياها عمر بن هبيرة ، فخرج إليه سفيان ، فاقتتلوا بالخضرمة قتالا شديدا ، فقتل مسعود ، وقام بأمر الخوارج بعده هلال بن مدلج فقاتلهم يومه كله ، فقتل ناس من الخوارج وقتلت زينب أخت مسعود ، فلما أمسى هلال تفرق عنه أصحابه وبقي في نفر يسير ، فدخل قصرا فتحصن به ، فنصبوا عليه السلاليم ، وصعدوا إليه ، فقتلوه واستأمن أصحابه فآمنهم ، وقال الفرزدق في هذا اليوم :
[ ص: 162 ]
لعمري لقد سلت حنيفة  سلة سيوفا أبت يوم الوغى أن تغيرا     تركن  لمسعود  وزينب  أخته 
رداء وسربالا من الموت أحمرا     أرين الحروريين يوم لقائهم 
ببرقان يوما يجعل الموت أشقرا 
( الخضرمة : بكسر الخاء وسكون الضاد المعجمتين ، وكسر الراء ) .
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					