ذكر زكرياء
لما قتل قتل يحيى وسمع أبوه بقتله فر هاربا فدخل بستانا عند بيت المقدس فيه أشجار ، فأرسل الملك في طلبه ، فمر زكرياء بالشجرة . فنادته : هلم إلي يا نبي الله ! فلما أتاها انشقت فدخلها ، فانطبقت عليه وبقي في وسطها . فأتى عدو الله إبليس فأخذ [ ص: 273 ] هدب ردائه فأخرجه من الشجرة ليصدقوه إذا أخبرهم ، فقال لهم : ما تريدون ؟ قالوا نلتمس زكرياء . فقال : إنه سحر هذه الشجرة فانشقت له فدخلها ، قالوا : لا نصدقك ! قال : فإن لي علامة تصدقوني بها ، فأراهم طرف ردائه ، فأخذوا الفئوس وقطعوا الشجرة باثنتين وشقوها بالمنشار ، فمات زكرياء فيها ، فسلط الله عليهم أخبث أهل الأرض فانتقم به منهم .
وقيل : إن السبب في قتله أن إبليس جاء إلى مجالس بني إسرائيل فقذف زكرياء بمريم وقال لهم : ما أحبلها غيره ، وهو الذي كان يدخل عليها ، فطلبوه فهرب ، وذكر من دخوله الشجرة نحو ما تقدم .