ذكر بخراسان
وفي هذه السنة وجهت شيعة بني العباس شيعة بني العباس بخراسان إلى محمد بن علي بن [ ص: 247 ] عبد الله بن العباس ليعلمه أمرهم وما هم عليه . سليمان بن كثير
وكان سبب ذلك أن محمدا ترك مكاتبتهم ومراسلتهم بطاعتهم التي كانت لخداش الذي تقدم ذكره ، وقبولهم منه ما روي عنه من الكذب . فلما أبطأت كتبه ورسله عليهم أرسلوا سليمان ليعلم الخبر ، فقدم عليه فعنفه محمد في ذلك ، ثم صرف سليمان إلى خراسان ومعه كتاب مختوم ، ففضوه فلم ير فيه : " إلا بسم الله الرحمن الرحيم " ، فعظم ذلك عليهم وعلموا مخالفة خداش لأمره ، ثم وجه محمد بن علي إليهم بكير بن ماهان بعد عود سليمان من عنده ، وكتب معه إليهم يعلمهم كذب خداش ، فلم يصدقوه واستخفوا به ، فانصرف بكير إلى محمد ، فبعث معه بعصي مضببة بعضها بحديد وبعضها بنحاس ، فجمع بكير النقباء والشيعة ودفع إلى كل واحد منهم عصا ، فعلموا أنهم مخالفون لسيرته فتابوا ورجعوا .