ذكر يزيد بن الوليد الناقص بيعة
في هذه السنة بويع ، وإنما سمي يزيد بن الوليد الذي يقال له الناقص الناقص لأنه نقص الزيادة التي كان الوليد زادها في عطيات الناس ، وهي عشرة عشرة ، ورد العطاء إلى ما كان أيام هشام ، وقيل : أول من سماه بهذا الاسم مروان بن محمد .
ولما قتل الوليد خطب يزيد الناس فذمه وذكر إلحاده ، وأنه قتله لفعله الخبيث وقال : أيها الناس إن لكم علي أن لا أضع حجرا على حجر ولا لبنة ، ولا أكتري نهرا ، [ ص: 309 ] ولا أكثر مالا ، ولا أعطيه زوجة وولدا ، ولا أنقل مالا عن بلد حتى أسد ثغره وخصاصة أهله بما يغنيهم ، فما فضل نقلته إلى البلد الذي يليه ، ولا أجمركم في ثغوركم فأفتنكم ، ولا أغلق بابي دونكم ، ولا أحمل على أهل جزيتكم ، ولكم أعطياتكم كل سنة وأرزاقكم في كل شهر حتى يكون أقصاكم كأدناكم ، فإن وفيت لكم بما قلت فعليكم السمع والطاعة وحسن الوزارة ، وإن لم أف فلكم أن تخلعوني إلا أن أتوب ، وإن علمتم أحدا ممن يعرف بالصلاح يعطيكم من نفسه مثل ما أعطيكم وأردتم أن تبايعوه فأنا أول من يبايعه . أيها الناس لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .