ذكر انتقاض أهل حمص
وفي هذه السنة أهل حمص على مروان . انتقض
[ ص: 337 ] وكان سبب ذلك أن مروان لما عاد إلى حران بعد فراغه من أهل الشام أقام ثلاثة أشهر ، فانتقض عليه أهل حمص ، وكان الذي دعاهم إلى ذلك ثابت بن نعيم وراسلهم ، وأرسل أهل حمص إلى من بتدمر من كلب ، فأتاهم الأصبغ بن ذؤالة الكلبي وأولاده ومعاوية السكسكي ، وكان فارس أهل الشام ، وغيرهما في نحو من ألف من فرسانهم ، فدخلوا ليلة الفطر ، فجد مروان في السير إليه ومعه إبراهيم المخلوع وسليمان بن هشام ، وكان قد آمنهما ، وكان يكرمهما ، فبلغهما بعد الفطر بيومين وقد سد أهلها أبوابها ، فأحدق بالمدينة ووقف بإزاء باب من أبوابها ، فنادى مناديه الذين عند الباب : ما دعاكم إلى النكث ؟ قالوا : إنا على طاعتك لم ننكث . قال : فافتحوا الباب ، ففتحوا الباب ، فدخله عمر بن الوضاح في الوضاحية ، وهم نحو من ثلاثة آلاف ، فقاتلهم من في البلد ، فكثرتهم خيل مروان ، فخرج بها من بها من باب تدمر ، فقاتلهم من عليه من أصحاب مروان ، فقتل عامة من خرج منه ، وأفلت الأصبغ بن ذؤالة وابنه فرافصة ، وقتل مروان جماعة من أسرائهم ، وصلب خمسمائة من القتلى حول المدينة ، وهدم من سورها نحو غلوة .
وقيل : إن فتح حمص وهدم سورها كان في سنة ثمان وعشرين .