ذكر عبد الله بن علي حبس
ولما عزل سليمان عن البصرة اختفى أخوه ومن معه من أصحابه خوفا من عبد الله بن علي المنصور ، فبلغ ذلك المنصور فأرسل إلى سليمان وعيسى ابني علي بن عبد الله بن عباس في إشخاص عبد الله ، وأعطاهما الأمان لعبد الله وعزم عليهما أن يفعلا .
فخرج سليمان وعيسى بعبد الله وقواده ومواليه حتى قدموا على المنصور في ذي الحجة ، فلما قدموا عليه أذن لسليمان وعيسى فدخلا عليه ، وأعلماه حضور عبد الله وسألاه الإذن له ، فأجابهما إلى ذلك وشغلهما بالحديث ، وكان قد هيأ لعبد الله مكانا في قصره ، فأمر به أن يصرف إليه بعد دخول سليمان وعيسى ، ففعل به ذلك .
ثم نهض المنصور ، وقال لسليمان وعيسى : خذا عبد الله معكما . فلما خرجا لم يجدا عبد الله ، فعلما أنه قد حبس ، فرجعا إلى المنصور فمنعا عنه وأخذت عند ذلك سيوف من حضر من أصحابه وحبسوا .
وقد كان خفاف بن منصور حذرهم ذلك ، وندم على مجيئه معهم ، وقال : إن أطعتموني شددنا شدة واحدة على أبي جعفر ، فوالله لا يحول بينه وبيننا حائل حتى نأتي عليه ! ولا يعرض لنا أحد إلا قتلناه وننجو بأنفسنا ! فعصوه .
فلما أخذت سيوفهم وحبسوا جعل خفاف يضرط في لحية نفسه ، ويتفل في وجوه [ ص: 80 ] أصحابه ، ثم أمر المنصور بقتل بعضهم بحضرته ، وبعث الباقين إلى أبي داود خالد بن إبراهيم بخراسان فقتلهم بها .