[ ص: 315 ] 260
ثم دخلت سنة ستين ومائتين
ذكر يعقوب طبرستان دخول
وفيها واقع يعقوب بن الليث ، فهزمه ، ودخل الحسن بن زيد العلوي طبرستان .
وكان سبب ذلك أن عبد الله السجزي [ كان ] ينازع يعقوب الرئاسة بسجستان ، فقهره يعقوب ، فهرب منه عبد الله إلى نيسابور ، فلما سار يعقوب إلى نيسابور ، كما ذكرنا ، هرب عبد الله إلى الحسن بن زيد بطبرستان ، فسار يعقوب في أثره ، فلقيه الحسن بن زيد بقرية سارية .
وكان يعقوب قد أرسل إلى الحسن يسأله أن يبعث إليه عبد الله ويرجع عنه ، فإنه إنما جاء لذلك ، لا لحربه ، فلم يسلمه الحسن ، فحاربه يعقوب ، فانهزم الحسن ، ومضى نحو السر وأرض الديلم ، ودخل يعقوب سارية ، وآمل ، وجبى أهلها خراج سنة ، ثم سار في طلب الحسن ، فسار إلى بعض جبال طبرستان ، وتتابعت عليه الأمطار نحوا من أربعين يوما ، فلم يتخلص إلا بمشقة شديدة ، وهلك عامة ما معه من الظهر .
ثم أراد الدخول خلف الحسن ، فوقف على الطريق الذي يريد [ أن ] يسلكه ، وأمر أصحابه بالوقوف ، ثم تقدم وحده ، وتأمل الطريق ، ثم رجع إليهم فأمرهم بالانصراف ، وقال لهم : إن لم يكن طريق غير هذا ، وإلا لا طريق إليه .
وكان نساء أهل تلك الناحية قلن للرجال : دعوه يدخل ، فإنه إن دخل كفيناكم أمره ، وعلينا أسره لكم ، فلما خرج من طبرستان عرض رجاله ، ففقد منهم أربعون ألفا ، وذهب أكثر ما كان معه من الخيل ، والإبل ، والبغال ، والأثقال ، وكتب إلى الخليفة بما فعله مع [ ص: 316 ] الحسن من الهزيمة ، وسار إلى الري في طلب عبد الله لأنه كان قد سار إليها بعد هزيمة الحسن ، فلما قاربها يعقوب كتب إلى الصلاني ، وإليها يخيره بين تسليم عبد الله إليه وينصرف عنه ، وبين المحاربة ، فسلم إليه عبد الله فرحل عنه ، وقتل عبد الله .