ذكر عدة حوادث 
في هذه السنة غزا  ابن كيغلغ  الروم من طرسوس   ، فأصاب من الروم أربعة آلاف رأس سبي ودواب ومتاعا ، ودخل بطريق من بطارقة الروم في الأمان وأسلم . 
وفيها غزا  ابن كيغلغ  فبلغ شكند  ، وافتتح الله عليه ، وسار إلى الليس  ، فغنموا نحوا من خمسين ألف رأس ، وقتلوا مقتلة عظيمة من الروم ، وانصرفوا سالمين . 
وكاتب  أندرونقس  البطريق   المكتفي بالله  يطلب منه الأمان ، وكان على حرب أهل الثغور من قبل ملك الروم ، فأعطاه  المكتفي  ما طلب ، فخرج ومعه مائتا أسير من المسلمين كانوا في حصنه ، وكان ملك الروم قد أرسل للقبض عليه ، فأعطى المسلمين سلاحا وخرجوا معه ، فقبضوا على الذي أرسله ملك الروم ليقبض عليه ليلا ، فقتلوا ممن معه خلقا كثيرا ، وغنموا ما في عسكرهم ، فاجتمعت الروم على  أندرونقس  ليحاربوه ، فسار إليهم جمع من المسلمين ليخلصوه ومن معه من أسرى المسلمين ، فبلغوا قونية  ، فبلغ الخبر إلى الروم ، فانصرفوا عنه ، وسار جماعة من ذلك العسكر إلى  أندرونقس  ، وهو بحصنه ، فخرج ومعه أهله وماله إليهم ، وسار معهم إلى بغداذ  ، وأخرب المسلمون قونية  ، فأرسل ملك الروم إلى الخليفة  المكتفي  فطلب الفداء . 
 [ ص: 559 ] وفيها ظهر بالشام  رجل يدعي أنه  السفياني  ، فأخذ وحمل إلى بغداذ  فقيل إنه موسوس . 
وفيها كانت وقعة بين  الحسين بن حمدان  وبين أعراب من بني كلب  ، وطي  ، واليمن  ، وأسد  ، وغيرهم . 
وفيها حاصر أعراب طي  وصيف بن صوارتكين  بفيد ، وقد سيره  المكتفي  أميرا على الموسم ، فحصروه ثلاثة أيام ، ثم خرج فواقعهم ، فقتل منهم قتلى ، ثم انهزمت الأعراب ورحل  وصيف  بمن معه ، وحج بالناس هذه السنة  الفضل بن عبد الله الهاشمي     . 
[ الوفيات ] 
وفيها توفي  صالح بن محمد الحافظ  الملقب بجزرة البغداذي   ، و   أبو عبيد الله محمد بن نصر المروزي   ، الفقيه الشافعي ، وكان موته بسمرقند  ، وله تصانيف كثيرة . 
وفيها قتل  محمد بن إسحاق بن إبراهيم  المعروف بابن راهويه  بطريق مكة  ، قتله القرامطة  حين أخذوا الحاج . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					