ذكر كثير بن أحمد على سجستان ومحاربته تغلب
كان كثير بن أحمد ( بن شهفور ) قد تغلب على أعمال سجستان ، فكتب الخليفة إلى بدر بن عبد الله الحمامي ، وهو متقلد أعمال فارس ، يأمره أن يرسل جيشا يحاربون كثيرا ، ويؤمر عليهم دركا ، ويستعمل على الخراج بها زيد بن إبراهيم ، فجهز بدر جيشا كثيفا وسيرهم ، فلما وصلوا قاتلهم كثير ، فلم يكن له بهم قوة ، وضعف أمره وكادوا يملكون البلد ، فبلغ أهل البلد أن زيدا معه قيود وأغلال لأعيانهم ، فاجتمعوا مع كثير ، وشدوا منه ، وقاتلوا معه فهزموا عسكر الخليفة ، وأسروا زيدا ، فوجدوا معه القيود والأغلال ، فجعلوها في رجليه وعنقه .
[ ص: 650 ] وكتب كثير إلى الخليفة يتبرأ من ذلك ، ويجعل الذنب فيه لأهل البلد ، فأرسل الخليفة إلى بدر الحمامي يأمره أن يسير بنفسه إلى قتال كثير ، فتجهز بدر ، فلما سمع كثير ذلك خاف ، فأرسل يطلب المقاطعة على مال يحمله كل سنة ، فأجيب إلى ذلك ، وقوطع على خمسمائة ألف درهم ، وقررت البلاد عليه .