[ ص: 5 ] 521
ثم دخلت سنة إحدى وعشرين وخمسمائة
ذكر العراق ولاية الشهيد أتابك زنكي شحنكية
في هذه السنة في ربيع الآخر ، أسند السلطان محمود شحنكية العراق إلى . عماد الدين زنكي بن آقسنقر
وكان سبب ذلك : أن عماد الدين لما أصعد من واسط في التجمل والجمع الذي ذكرناه ، وقام في حفظ واسط والبصرة وتلك النواحي القيام الذي عجز غيره عنه ، عظم في صدر السلطان وصدور أمرائه ، فلما عزم السلطان على المسير عن بغداذ نظر فيمن يصلح أن يلي شحنكية العراق ويأمن معه من الخليفة ، فاعتبر أمراءه وأعيان دولته ، فلم ير فيهم من يقوم في هذا الأمر مقام عماد الدين ، فاستشار في ذلك فكل أشار به وقالوا :
لا نقدر على رقع هذا الخرق ، وإعادة ناموس هذه الولاية ، ولا تقوى نفس أحد على ركوب هذا الخطر غير عماد الدين زنكي .
فوافق ما عنده ، فأسند إليه الولاية ، وفوضها [ إليه ] مضافة إلى ما له من الأقطاع ، وسار عن بغداذ وقد اطمأن قلبه من جهة العراق ، فكان الأمر كما ظن .