ذكر غياث الدين غزنة وما جاورها من البلاد ملك
لما قوي أمر غياث الدين جهز جيشا كثيفا مع أخيه شهاب الدين إلى غزنة ، فيه أصناف الغورية ، والخلج ، والخراسانية ، فساروا إليها ، فلقيهم الغز [ ص: 192 ] وقاتلوهم ، فانهزم الغورية ، وثبت شهاب الدين وسار الغز خلف المنهزمين فعطف شهاب الدين فيمن ثبت معه على صاحب علمهم فقتله وأخذ العلم ، وتركه على حاله ، فتراجع الغز ، ولم يكونوا علموا بما كان من شهاب الدين ، فجاءوا يطلبون علمهم ، فكلما جاء إليه طائفة قتلهم ، فأتى على أكثرهم ، ودخل غزنة وتسلمها وأحسن السيرة في أهلها وأفاض العدل .
وسار من غزنة إلى كرمان وشنوران فملكهما ، ثم تعدى إلى ماء السند ، وعمل على العبور إلى بلد الهند ، وقصد لهاوور ، وبها يومئذ خسروشاه ابن بهرام شاه المقدم ذكر والده ، فلما سمع بذلك سار فيمن معه إلى ماء السند ، فمنعه من العبور ، فرجع عنه وقصد خسروشاه خرشابور فملكها وما يليها من جبال الهند ، وأعمال الأبغان ، والله أعلم .