ذكر شهاب الدين لهاوور ملك
لما ملك شهاب الدين جبال الهند قوي أمره وجنانه ، وعظمت هيبته في قلوب الناس ، وأحبوه لحسن سيرته ، فلما خرج الشتاء ، وأقبل الربيع من سنة تسع وسبعين وخمسمائة ، سار نحو لهاوور في جمع عظيم ، وحشد كثير من خراسان والغور وغيرهما ، فعبر إلى لهاوور وحصرها ، وأرسل إلى صاحبها وإلى أهلها يتهددهم إن منعوه ، وأعلمهم أنه لا يزول حتى يملك البلد ، وبذل خسروشاه لخسروشاه الأمان على نفسه وأهله وماله ، ومن الإقطاع ما أراد ، وأن يزوج ابنته بابن على أن يطأ بساطه ويخطب لأخيه ، فامتنع عليه ، وأقام خسروشاه شهاب الدين محاصرا له ، مضيقا عليه ، فلما رأى أهل البلد والعسكر ذلك ضعفت نياتهم في نصرة صاحبهم ، فخذلوه ، فأرسل لما رأى ذلك قاضي البلد والخطيب يطلبان له الأمان ، فأجابه شهاب الدين إلى ذلك وحلف له ، وخرج إليه ، ودخل الغورية إلى المدينة ، وبقي كذلك شهرين مكرما عند شهاب الدين ، فورد رسول من غياث الدين إلى شهاب الدين يأمره بإنفاذ إليه . خسروشاه