ذكر nindex.php?page=treesubj&link=33856_33853حال أسطول صقلية

لما نازل صلاح الدين لاذقية [ جاء أسطول صقلية ] الذي تقدم ذكره ، فوقف بإزاء ميناء لاذقية ، فلما سلمها الفرنج الذين بها إلى صلاح الدين ، عزم أهل هذا الأسطول على أخذ من يخرج منها من أهلها غيظا وحنقا . حيث سلموها سريعا ، فسمع بذلك أهل لاذقية فأقاموا : وبذلوا الجزية . وكان سبب مقامهم .

ثم إن مقدم هذا الأسطول طلب من السلطان الأمان ، ليحضر عنده ، فأمنه ، وحضر [ وقبل ] الأرض بين يديه ، وقال ما معناه : إنك سلطان رحيم وكريم ، وقد فعلت بالفرنج ما فعلت فذلوا فاتركهم يكونون مماليكك وجندك تفتح بهم البلاد والممالك . وترد عليهم بلادهم . وإلا جاءك من البحر ما لا طاقة لك به ، فيعظم [ ص: 51 ] عليك الأمر ويشتد الحال .

فأجابه صلاح الدين بنحو من كلامه من إظهار القوة والاستهانة بكل من يجيء من البحر ، وأنهم إن خرجوا أذاقهم ما أذاق أصحابهم من القتل والأسر ، فصلب على وجهه ، ورجع إلى أصحابه .

ذِكْرُ nindex.php?page=treesubj&link=33856_33853حَالِ أُسْطُولِ صَقَلِّيَةَ

لَمَّا نَازَلَ صَلَاحُ الدِّينِ لَاذِقِيَّةَ [ جَاءَ أُسْطُولُ صَقَلِّيَةَ ] الَّذِي تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ ، فَوَقَفَ بِإِزَاءِ مِينَاءِ لَاذِقِيَّةَ ، فَلَمَّا سَلَّمَهَا الْفِرِنْجُ الَّذِينَ بِهَا إِلَى صَلَاحِ الدِّينِ ، عَزَمَ أَهْلُ هَذَا الْأُسْطُولِ عَلَى أَخْذِ مَنْ يَخْرُجُ مِنْهَا مِنْ أَهْلِهَا غَيْظًا وَحَنَقًا . حَيْثُ سَلَّمُوهَا سَرِيعًا ، فَسَمِعَ بِذَلِكَ أَهْلُ لَاذِقِيَّةَ فَأَقَامُوا : وَبَذَلُوا الْجِزْيَةَ . وَكَانَ سَبَبَ مَقَامِهِمْ .

ثُمَّ إِنَّ مُقَدَّمَ هَذَا الْأُسْطُولِ طَلَبَ مِنَ السُّلْطَانِ الْأَمَانَ ، لِيَحْضُرَ عِنْدَهُ ، فَأَمَّنَهُ ، وَحَضَرَ [ وَقَبَّلَ ] الْأَرْضَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَقَالَ مَا مَعْنَاهُ : إِنَّكَ سُلْطَانٌ رَحِيمٌ وَكَرِيمٌ ، وَقَدْ فَعَلْتَ بِالْفِرِنْجِ مَا فَعَلْتَ فَذَلُّوا فَاتْرُكْهُمْ يَكُونُونَ مَمَالِيكَكَ وَجُنْدَكَ تَفْتَحُ بِهِمُ الْبِلَادَ وَالْمَمَالِكَ . وَتَرُدَّ عَلَيْهِمْ بِلَادَهُمْ . وَإِلَّا جَاءَكَ مِنَ الْبَحْرِ مَا لَا طَاقَةَ لَكَ بِهِ ، فَيَعْظُمَ [ ص: 51 ] عَلَيْكَ الْأَمْرُ وَيَشْتَدَّ الْحَالُ .

فَأَجَابَهُ صَلَاحُ الدِّينِ بِنَحْوٍ مِنْ كَلَامِهِ مِنْ إِظْهَارِ الْقُوَّةِ وَالِاسْتِهَانَةِ بِكُلِّ مَنْ يَجِيءُ مِنَ الْبَحْرِ ، وَأَنَّهُمْ إِنْ خَرَجُوا أَذَاقَهُمْ مَا أَذَاقَ أَصْحَابَهُمْ مِنَ الْقَتْلِ وَالْأَسْرِ ، فَصَلَّبَ عَلَى وَجْهِهِ ، وَرَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ .