[ ص: 166 ] ذكر حجة الوداع
خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الحج لخمس بقين من ذي القعدة ، لا يذكر الناس إلا الحج ، فلما كان بسرف أمر الناس أن يحلوا بعمرة إلا من ساق الهدي ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد ساق الهدي وناس معه ، وكان قد لقيه محرما ، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم : حل كما حل أصحابك . فقال : إني قد أهللت بما أهل به رسول الله . فبقي على إحرامه ، ونحر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الهدي عنه وعن علي بن أبي طالب علي ، وحج بالناس فأراهم مناسكهم ، وعلمهم سنن حجهم ، وخطب خطبته التي بين فيها للناس ما بين ، وكان الذي يبلغ عنه بعرفة ربيعة بن أمية بن خلف ، لكثرة الناس ، فقال بعد حمد الله :
موضوع كله ، وكل دم كان في الجاهلية موضوع ، وأول دم أضع دم العباس بن عبد المطلب ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب - وكان مسترضعا في بني ليث ، فقتلته هذيل . أيها الناس ، إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم هذه أبدا ، ولكنه يطاع فيما سوى ذلك ، وقد رضي بما تحقرون من أعمالكم . أيها الناس ، إنما النسيء زيادة في الكفر ، وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض ، و إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا . أيها الناس ، استوصوا بالنساء [ ص: 167 ] خيرا . وهي خطبة طويلة . أيها الناس اسمعوا قولي ، فلعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدا . أيها الناس إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا ، وكل ربا موضوع ، لكم رءوس أموالكم ، وإن ربا
وقال حين وقف بعرفة : عرفة موقف . وقال هذا الموقف - للجبل الذي هو عليه - وكل بالمزدلفة : مزدلفة موقف . ولما نحر هذا الموقف ، وكل بمنى قال : منى منحر . فقضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحج ، وكانت حجة الوداع وحجة البلاغ ، وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يحج بعدها ، وأرى الناس مناسكهم ، وعلمهم حجهم . هذا المنحر ، وكل