[ ص: 193 ]   600 
ثم دخلت سنة ستمائة 
ذكر حصار  خوارزم شاه  هراة  ثانية  
في هذه السنة ، أول رجب ، وصل  خوارزم شاه محمد  إلى مدينة هراة  ، فحصرها ، وبها  ألب غازي ابن أخت شهاب الدين الغوري  ملك غزنة  ، بعد مراسلات جرت بينه وبين  شهاب الدين  في الصلح ، فلم يتم . وكان  شهاب الدين  قد سار عن غزنة  إلى لهاوور  عازما على غزو الهند  ، فأقام  خوارزم شاه  على حصار هراة  إلى سلخ شعبان . 
وكان القتال دائما ، والقتل بين الفريقين كثيرا ، وممن قتل رئيس خراسان  ، وكان كبير القدر يقيم بمشهد طوس  ، وكان  الحسين بن خرميل  بكرزبان    - وهي إقطاعه - ، فأرسل إلى  خوارزم شاه  يقول له : أرسل إلي عسكرا لنسلم إليهم الفيلة وخزانة  شهاب الدين  ، فأرسل إليهم ألف فارس من أعيان عسكره إلى كرزبان  ، فخرج عليه هو  والحسين بن محمد المرغني  ، فقتلوهم إلا القليل ، فبلغ الخبر إلى  خوارزم شاه  ، فسقط في يده وندم على إنفاذ العسكر . وأرسل إلى  ألب غازي  يطلب منه أن يخرج إليه من البلد ويخدمه خدمة سلطانية ليرحل عنه ، فلم يجبه إلى ذلك ، فاتفق أن  ألب غازي  مرض واشتد مرضه ، فخاف أن يشتغل بمرضه فيملك  خوارزم شاه  البلد ، فأجاب إلى ما طلب منه ، واستحلفه على الصلح ، وأهدى له هدية جليلة ، وخرج من البلد ليخدمه ، فسقط إلى الأرض ميتا ، ولم يشعر أحد بذلك ، وارتحل  خوارزم شاه  عن البلد وأحرق المجانيق وسار إلى سرخس  فأقام بها . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					