[ ص: 193 ] ذكر تجهيز النبي - صلى الله عليه وسلم - ودفنه
فلما بويع أبو بكر أقبل الناس على جهاز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودفن يوم الثلاثاء ، وقيل : بقي ثلاثة أيام لم يدفن . والأول أصح .
وكان الذي يلي غسله : علي ، والعباس ، والفضل وقثم ابنا العباس ، ، وأسامة بن زيد وشقران مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحضرهم أوس بن خولي الأنصاري ، وكان بدريا ، وكان العباس وابناه يقلبونه ، وأسامة وشقران يصبان الماء ، وعلي يغسله وعليه قميصه وهو يقول : بأبي أنت وأمي ، ما أطيبك حيا وميتا ! ولم ير من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يرى من ميت .
واختلفوا في غسله في ثيابه أو مجردا ، فألقى الله عليهم النوم ، ثم كلمهم مكلم لا يدرى من هو : أن غسلوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه ثيابه ، ففعلوا ذلك .
وكفن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ثلاثة أثواب : ثوبين صحاريين ، وبرد حبرة أدرج فيها إدراجا .
واختلفوا في موضع دفنه ، فقال أبو بكر : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ، فرفع فراشه ودفن موضعه ، وحفر له ما قبض نبي إلا دفن حيث قبض [ ص: 194 ] لحدا ، ودخل الناس يصلون عليه أرسالا : الرجال ، ثم النساء ، ثم الصبيان ، ثم العبيد ، ودفن ليلة الأربعاء . أبو طلحة الأنصاري
وكان الذي نزل قبره ، علي بن أبي طالب والفضل وقثم ابنا العباس ، وشقران . وقال أوس بن خولي الأنصاري لعلي : أنشدك الله وحظنا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمره بالنزول فنزل .
وكان يدعي أنه أحدث الناس عهدا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويقول : ألقيت خاتمي في قبره عمدا فنزلت لآخذه ، وسأل ناس من أهلالعراق المغيرة بن شعبة عليا عن ذلك فقال : كذب المغيرة ، أحدثنا عهدا به . قثم بن العباس
واختلفوا في ، فقال عمره يوم مات ، ابن عباس وعائشة ، ومعاوية ، : كان عمره ثلاثا وستين سنة . وقال وابن المسيب أيضا ، ابن عباس ودغفل بن حنظلة : كان عمره خمسا وستين سنة . وقال : كان عمره ستين سنة . عروة بن الزبير