ذكر خلافة ابنه المستنصر بالله .
، بويع بالخلافة ابنه الأكبر الظاهر بأمر الله ، ولقب أبو جعفر المنصور المستنصر بالله ، وسلك في الخير والإحسان إلى الناس سيرة أبيه ، رضي الله عنه . وأمر فنودي لما توفي ببغداد بإفاضة العدل ، وإن من كان له حاجة ، أو مظلمة يطالع بها ، تقضى حاجته ، وتكشف مظلمته .
فلما كان أول جمعة أتت على خلافته ، أراد أن يصلي الجمعة في المقصورة التي كان يصلي فيها الخلفاء ، فقيل له إن المطبق الذي يسلك فيه إليها خراب لا يمكن سلوكه ، فركب فرسا وسار إلى الجامع جامع القصر ، ظاهرا يراه الناس بقميص أبيض وعمامة بيضاء ، بسكاكين حرير ، ولم يترك أحدا يمشي معه بل أمر كل من أراد أن يمشي معه من أصحابه بالصلاة في الموضع الذي كان يصلي فيه ، وسار هو ومعه خادمان وركابدار لا غير ، وكذلك الجمعة الثانية حتى أصلح له المطبق .
وكان السعر قد تحرك بعد وفاة - رضي الله عنه - فبلغت الكارة ثمانية عشر قيراطا ، فأمر أن تباع الغلات التي له كل كارة بثلاث عشر قيراطا ، فرخصت الأسعار واستقامت الأمور . الظاهر بأمر الله