ذكر وقعة  الجالينوس   
ولما بعث  رستم  الجالينوس  أمره أن يبدأ  بنرسي  ، ثم يقاتل  أبا عبيد  ، فبادره  أبو عبيد  إلى  نرسي  فهزمه ، وجاء  الجالينوس  فنزل بباقسياثا  من باروسما  ، فسار إليه  أبو عبيد  وهو على تعبيته ، فالتقوا بها ، فهزمهم المسلمون وهرب  الجالينوس  ، وغلب  أبو عبيد  على تلك البلاد ، ثم ارتحل حتى قدم الحيرة  ، وكان  عمر  قد قال له : إنك تقدم على أرض المكر والخديعة والخيانة والجبرية ، تقدم على قوم تجرءوا على الشر فعلموه ، وتناسوا الخير فجهلوه ، فانظر كيف تكون ، واحرز لسانك ، ولا تفشين سرك ، فإن صاحب السر ما يضبطه متحصن لا يؤتى من وجه يكرهه ، وإذا ضيعه كان بمضيعة . 
				
						
						
